كشفت حنان رحاب نائبة رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية، عن فضيحة من العيار الثقيل تتعلق ببطائق الانخراط التي تمنحها الجمعيات الصحافية والتي حولت منخرطيها من المتطفلين إلى صحافيين بقدرة قادر وجعلت من بطائقهم بطائق مهنية وهو ما أضحى يؤثر سلبا على وضعية الصحافي المهني وتشكل تحديا خصوصا في ميدان الصحافة الرياضية بالمغرب.
طرح السؤال الذي يحمل الكثير من التحديات على الصحافيين المهنيين في مجال الصحافة الرياضية، حيث يجدون أنفسهم محاطين بالكثير من “المتطفلين” مع نهاية كل أسبوع أو مباراة أو تظاهرة رياضية. فهل يكفي أن يكون لديهم بطاقة انخراط في جمعية أو رابطة أو اتحاد لتصبح مهنتهم الصحافة؟
يبدو أن هذا السؤال يتصاعد أمام انتشار الجمعيات التي تُحدِّث ارتباطات مع الجهات الرياضية واللجنة الأولمبية، وبالتالي تمنح بطاقات تفتح الأبواب الموصدة لدخول الملاعب والميادين الرياضية. هذه البطاقات قد اكتسبت قيمة مالية، وتتنوع أسعارها من بطاقة إلكترونية بسيطة بقيمة محدودة، وصولاً إلى بطاقات ذات قيمة باهظة قد تصل إلى آلاف الدراهم سنويًا، وهو ما قد يشوّه سمعة الصحافة الرياضية.
لا يمكن إلقاء اللوم على كل الجمعيات، ولكن بعضها أضر بالصحافة الرياضية، فتحوّلت هذه البطاقات إلى وسيلة تخول لأصحابها فرصة دخول الملاعب بمختلف التظاهرات الرياضية، دون أدنى اهتمام بالمهنة. وهو الأمر الذي يتطلب من الجميع تحمل المسؤولية والوقوف معًا في مواجهة هذا التطور السلبي، واحترام الشروط المهنية الصارمة لكل صحافي رياضي.
يُشكل حفظ سمعة الصحافة الرياضية مهمة ملقاة على عاتق جميع الأطراف المعنية، سواء كانوا مسؤولين في القطاع الرياضي أو مهنيين أو هيئات صحفية. الجمعيات والنقابة الوطنية للصحافة المغربية يجب أن تلعب دورًا فاعلاً في مراقبة وضبط الوضع، وإعادة الاعتبار للصحافة الرياضية، فالتهاون بالشروط المهنية وتحويلها إلى مجرد ورقة تصعد الأبواب قد يعصف بالمسار المهني والمصداقية الإعلامية.
علينا أن نحافظ على سمعة الصحافة الرياضية المغربية وأن نعمل بجد لتطوير المهنة وترسيخها، فبطاقة الانخراط في جمعية لا يمكن أن تكون هي المعيار الوحيد للصحافي الرياضي المحترف. إن الاعتماد على البطاقة المهنية يجب أن يصبح القاعدة، وهذا سيساهم في تنظيم المهنة وتحسين جودة الصحافة الرياضية وتحصينها من تداعيات التحولات السلبية. فعلى الجميع أن يعملوا جاهدين لإعادة الاعتبار لمهنة الصحافة الرياضية وترسيخ مكانتها في الوسط الإعلامي، بعيدًا عن الانحرافات التي تهدد سمعتها ومصداقيتها.
بقلم : حنان رحاب
النهار24 – تابعوا جديد أخبار النهار24 على : GOOGLE NEWS