سوق مديونة .. منبع الأمل في عيد الأضحى (روبورتاج)
في قلب ضواحي الدار البيضاء، يشهد سوق مديونة حركية استثنائية، حيث يتوافد العارضون والزوار من كل حدب وصوب. هذا السوق ليس كأي سوق آخر، بل هو فكرة ابتكرها شباب التطوير لإحداث ثورة في بيع الأضاحي وتفادي النقائص المعتادة في كل عيد.
ابتكار وتنظيم تحت شعار “الربح وفير وطلب الرزق مضمون”
يشرف على سوق مديونة عادل العيناني، الذي رفع شعار “الربح وفير وطلب الرزق مضمون”، بهدف تحريك عجلة التنمية لصالح أبناء المنطقة وضيوفها من العارضين للأغنام والأبقار. وبتنظيم محكم، يضمن السوق إقبالا كثيفا من الأسر الباحثة عن أضحية العيد دون متاعب.
التحضيرات المكثفة
كشف عادل العيناني، في تصريح لـ “النهار24″، أن عيد الأضحى بالنسبة إليه هو موسم ربحي يستمر أسبوعين، ولهذا فهو يستعد له قبل أيام من قدومه بتجهيز الأرض التي يكتريها، نصب خيم وترقيمها، وتوفير كل الوسائل اللوجيستيكية الضرورية لإنجاح المشروع. وأضاف أن عيد الأضحى يمثل فرصة ثمينة للعاطلين عن العمل وأرباب الأسر من ذوي الدخل المحدود للحصول على أعمال مؤقتة تدر عليهم دخلا يغطي نفقات العيد ومصاريف حياتهم اليومية ولو لشهور معدودة.
تنظيم محكم وخدمات متميزة
قرر عادل إقامة مشروع يتمثل في كراء أرض لمدة أسبوعين، وتحويلها إلى سوق لبيع الغنم، مع توفير أفكار ومزايا غير مسبوقة. نصب خيم مصطفة ومنظمة، تحمل كل خيمة رقما خاصا بها بترتيب تسلسلي، يتيح للزبناء اختيار الخيمة بسهولة، ويسهل مهمة المنظمين في ضبط عدد الأغنام التي تخرج من السوق ومصدرها لتفادي السرقة أو الضياع.
حراسة وتأمين
لتأمين سلامة وممتلكات الباعة والزبناء، خصص السوق عددا كبيرا من الحراس، وزود المكان بكاميرات مراقبة. بمدخل السوق ومنافذه تنتصب حواجز لمعاينة الداخلين والخارجين، فالولوج ليس عشوائيا، ويخضع للتحقق من هوية سائقي “التريبورتور” والشاحنات والعربات المجرورة. لا يمكن إخراج الكبش من السوق إلا بعد الإدلاء برقم الخيمة، وفي حالة عدم وجود المشتري مع السائق، يجب على السائق مرافقة الزبون لتجنب حالات السرقة.
فرص عمل للجميع
في سوق مديونة، الجميع يعمل كخلية نحل. السوق يوفر فرص شغل للعاطلين في حراسة الخيم وأبواب الفضاء التجاري، ويمنح الشباب والرجال فرصة نقل الأكباش باستخدام “تريبورتور” و”هوندا”. السوق يتيح للنساء من ذوي الدخل المحدود نصب خيم لبيع الأرغفة والمسمن والشاي، بهدف مساعدتهم على تدبر مصاريف العيد.
تأثير إيجابي على المجتمع
سوق مديونة ليس مجرد مكان لبيع الأضاحي، بل هو نموذج للتضامن الاجتماعي والاقتصادي. بفضل التنظيم الجيد والخدمات المتميزة، أصبح السوق وجهة مفضلة للعائلات الباحثة عن أضحية العيد، كما ساهم في توفير فرص عمل للشباب والنساء، محققا بذلك فائدة كبيرة للمجتمع المحلي.
سوق مديونة، حيث “الدرويش إعيش”، يبقى شاهدا على نجاح فكرة بسيطة تحولت إلى نموذج رائد في تنظيم الأسواق الموسمية، محدثا تأثيرا إيجابيا على حياة الكثيرين.
النهار24 – حميد الكمالي– تابعوا جديد أخبار النهار24 على : GOOGLE NEWS