أبوظبي، الإمارات العربية المتحدة – في خطوة هامة نحو تحقيق أهدافها في مجال الطاقة المستدامة، افتتحت الإمارات العربية المتحدة برنامج الرياح بطاقة بلغت 103.5 ميجاوات رسمياً. تم إطلاق المشروع رسمياً بواسطة سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي العهد في أبوظبي ورئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، في جزيرة صير بني ياس.
يشمل برنامج الرياح في الإمارات مزارع رياح في أربعة مواقع، بسعة إجمالية تزيد عن 100 ميجاوات، ستوفر الكهرباء لأكثر من 23,000 منزل، وستساهم في تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بمقدار 120,000 طن سنوياً.
يعتبر هذا المشروع إضافة كبيرة إلى خطة الإمارات الإستراتيجية لتحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الطاقة والانتقال نحو الاقتصاد الأخضر. ويعكس هذا المشروع التزام الإمارات بالاستدامة وحماية البيئة، ويؤكد الجهود المستمرة لتحقيق التحول الكبير نحو الطاقة المتجددة.
تم تطوير المشروع البارز بواسطة شركة أبوظبي للطاقة المستقبلية (مصدر)، ويعد البرنامج نموذجاً للطاقة الرياحية على نطاق واسع يدخل ضمن خطة الإمارات للتنويع الطاقي والارتقاء بالبنية التحتية للطاقة.
وفي تصريح خلال حفل الافتتاح، أكد سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان أن هذا المشروع يمثل إحدى الخطوات المهمة نحو تحقيق أهداف الإمارات الرامية لتحقيق الاستدامة والمحافظة على البيئة. كما أشار سموه إلى دعم الإمارات للطاقة المتجددة والتزامها باتخاذ إجراءات حقيقية لمواجهة التغير المناخي.
يتوزع المشروع على أربعة مواقع، بما في ذلك جزيرة صير بني ياس في أبوظبي، حيث تم تطوير مزرعة رياح بسعة 45 ميجاوات بالإضافة إلى مزرعة شمسية بسعة 14 ميجاوات. وتشمل المواقع الأخرى جزيرة دلما (27 ميجاوات)، والسلع في أبوظبي (27 ميجاوات)، والهلة في الفجيرة (4.5 ميجاوات).
وأثناء الحدث، أكد سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان أن التزام الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس الدولة، بالاستدامة والحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية قد أصبح جزءاً من نمط الحياة في الإمارات. وأشار إلى أن هذا الإرث يظهر اليوم في الكثير من المجالات الحيوية.
وأضاف سموه أن الإمارات تواصل العمل الذي بدأه الشيخ زايد، مدفوعة بنفس الروح والإصرار. وقال إن الإمارات تعمل على تقديم مشاريع طاقة متجددة بكبريات الحجم، وتسرع من تبني الطاقة المتجددة وتقود عمليات مكافحة التغير المنا
خي. وأشار إلى أن هذه الإنجازات تعكس جهوداً سابقة للبحث عن مصادر طاقة بديلة، بما في ذلك محطة الرياح الرائدة التي تم إنشاؤها على جزيرة صير بني ياس في عام 2004.
وأكد سموه أن الإمارات كانت دائماً رائدة في مجال الطاقة في المنطقة، وقد قامت بتطوير حلاول مبتكرة للنهوض بمجال التحول الطاقي. وأضاف أن الإمارات مستعدة تماماً لاستضافة اجتماع الأمم المتحدة للتغير المناخي (COP28)، بناءً على الإنجازات الرائدة التي حققتها في مجال تطوير مصادر الطاقة المتجددة والتي تزود عشرات الآلاف من المنازل بالطاقة النظيفة وتوفر فرص عمل كبيرة وتساهم في تقليل الانبعاثات.
وحضر الحدث أيضاً سعادة الدكتور سلطان الجابر، وزير الصناعة والتقنية المتقدمة ورئيس COP28 المُختار ورئيس مصدر؛ وسعادة المهندس عويضة المرّ، رئيس دائرة الطاقة في أبوظبي؛ والسيد تشين غوانفو، الرئيس التنفيذي لشركة باورتشاينا الدولية؛ والسيد وو كاي، رئيس مجموعة جولدويند. كانت باورتشاينا الشركة الرئيسية المسؤولة عن الهندسة والتوريد والبناء للبرنامج، بينما كانت مجموعة جولدويند الشركة الرئيسية لتوريد المعدات.
قال سعادة الدكتور سلطان الجابر: “برنامج الرياح في الإمارات يعتبر مصدرًا كبيرًا للفخر الوطني ودليلاً على قدرة مصدر على الريادة وتنفيذ الابتكارات في مجال تكنولوجيا الرياح والطاقة المتجددة. منذ أكثر من عشرين عامًا، قبل أن تأسست مصدر، رعى الشيخ زايد، مؤسس الدولة، تنفيذ أول محطة طاقة رياح على جزيرة صير بني ياس. كمركز للطاقة النظيفة في الإمارات، يواصل مصدر هذا الإرث من خلال دعم رؤية الإمارات كقائد عالمي في مجال الاستدامة والعمل على تحقيق الهدف العالمي لمضاعفة قدرة الطاقة المتجددة بمعدل ثلاث مرات بحلول عام 2030، والذي تمثله اتفاقية باريس للمناخ. بينما نتطلع إلى استضافة COP28، تؤكد مراسم الافتتاح اليوم التزام دولة الإمارات بتحقيق هذا الهدف وزيادة الاستثمارات في الطاقة النظيفة داخل البلاد وخارجها.”
يمثل هذا المشروع بداية جديدة لإضافة الطاقة الرياحية على نطاق واسع إلى مزيج الطاقة في الإمارات. فالطاقة المولدة من المحطات الشمسية والنووية ومحطات توليد الطاقة من النفايات بالفعل تغذي الشبكة الوطنية في الإمارات، وفي الشهر الماضي، تم التعرف على الإمارات كزعيم عالمي في استخدام الطاقة الشمسية، وفقًا لبيانات من معهد الطاقة لاستعراض الإحصائيات العالمية للطاقة.
في السابق، لم تكن الطاقة الرياحية مجدية على نطاق واسع بسبب سرعة الرياح المنخفضة في الإمارات، ولكن التطورات في تكنولوجيا المناخ والخبرة التي تمتلكها الإمارات في هذا المجال جعلت من توليد الطاقة باستخدام الرياح أمراً ممكناً. و
قد جعلت التوربينات الأكبر حجماً، وتكاليف الأجهزة الأقل، واكتشاف ظاهرة جوية فريدة تولد رياح عالية السرعة في الليل البرنامج ممكنًا واقتصاديًا. وتتزامن قوة الرياح بشكل أفضل في الليل في الإمارات مع توليد الطاقة الشمسية الحالي.
من خلال العمل مع رواد التكنولوجيا العالميين ومصنعي التوربينات، يمهد المشروع الطريق لتجارة مشروعات أخرى على نطاق واسع لتوليد الطاقة بسرعات رياح منخفضة. ويقوم المشروع أيضاً بإنشاء أسس لجمع البيانات العلمية الرياحية الحرجة، التي ستكون أساساً للمرحلة القادمة من تطوير الإمارات.
مصدر كانت رائدة في مجال الطاقة النظيفة منذ عام 2006. وقبل عقد من الزمن، أطلقت الشركة مشروع شمس بقدرة 100 ميجاوات، والذي كان أول محطة لتوليد الطاقة الشمسية التركيزية في الشرق الأوسط. وفي إندونيسيا، تقترب مصدر من الانتهاء من تطوير محطة سيراتا لتوليد الطاقة الشمسية العائمة، والتي تعتبر أكبر محطة للطاقة الشمسية العائمة في جنوب شرق آسيا. في وقت سابق من هذا العام، سجلت محطة تحويل النفايات إلى طاقة في الشارقة في الإمارات، التي تعد أول محطة لتحويل النفايات إلى طاقة في المنطقة، معالجتها أكثر من 100,000 طن من النفايات وتوفيرها ما يزيد عن 150,000 طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون منذ بدء العمليات قبل عام. وهذه المحطة هي مشروع مشترك بين مصدر ومجموعة بييه، الرائدة في مجال الاستدامة في الشرق الأوسط.
تعمل مصدر في أكثر من 40 دولة وقامت بالاستثمار في محفظة مشاريع للطاقة المتجددة بسعة تزيد عن 20 جيجاوات. ومصدر ملتزمة بتحقيق سعة إجمالية للطاقة المتجددة تبلغ ما لا يقل عن 100 جيجاوات بحلول عام 2030.
النهار24 – تابعوا جديد أخبار النهار24 على : GOOGLE NEWS