في ندوة حول الحقوق الاقتصادية والاجتماعية للمرأة بعنوان “استراتيجية لإدماج نساء القرى والجبل”، ألقت حنان رحاب، الكاتبة الوطنية للمنظمة النساء الاتحاديات، الضوء على بعض الاقتراحات المهمة لتحقيق إدماج فعّال لهذه الفئة في المجتمع.
بدأت رحاب مداخلتها في الندوة التي احتضنتها قاعة الاجتماعات بجماعة القصيبة يوم الجمعة الماضي، بتسليط الضوء على التحديات التي يواجهها النظام الاقتصادي في العالم القروي. أشارت إلى أن الأنشطة الاقتصادية في تلك المناطق غالبًا ما تكون غير مستدامة وموسمية، مما يحد من الفرص المتاحة للنساء. وأكدت أن النساء القرويات عادة ما يعملن كعمالة من دون أن يحصلن على فرصة للمشاركة في أنشطة اقتصادية خاصة بهن، وهذا يعود جزئيًا إلى السيطرة السائدة للعقل الذكوري في تلك المناطق.
وقدمت رحاب اقتراحًا جديدًا لتحقيق توازن أكثر بين المرأة والرجل في العالم القروي، وهو توزيع الأرباح بنسبة تعكس مساهمة الرجل والمرأة في المشروع، بالإضافة إلى مطالبة المرأة بالتولي على إشراف وإدارة مشروعها الخاص. كما أشارت إلى وجود العديد من الأنشطة الاقتصادية المتاحة في العالم القروي، مثل الزراعة والصناعة التقليدية والسياحة الجبلية والقروية، ويمكن تعزيز دور المرأة في تلك الأنشطة من خلال تشجيع تكوين تعاونيات نسائية وإنشاء وحدات لتثمين المنتجات المحلية.
وأكدت رحاب على ضرورة تسويق منتجات العالم القروي بمبدأ التجارة العادلة، حيث يتم بيع المنتجات مباشرة من المنتجين للمستهلكين. وشددت على أن تحقيق التغيير وتمكين المرأة القروية يتطلب دعمًا قويًا من الحكومات والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المحلي. ويجب أن تتعاون هذه الجهات لتوفير فرص تعليمية وتدريبية للنساء القرويات، وتطوير البنية التحتية وتوفير خدموارد الدعم اللازمة للمشاريع النسائية في العالم القروي. كما يجب أن تعمل الحكومات على وضع سياسات وبرامج تعزز تمكين المرأة وتحفز على المشاركة النسائية في القرى والجبال.
في ختام كلمتها، دعت رحاب إلى تعزيز الشراكة والتعاون بين القطاعات المختلفة لتحقيق التغيير المطلوب. وأكدت أن تحقيق الإدماج الاقتصادي والاجتماعي لنساء القرى والجبل يعود بالنفع على المجتمع بأكمله، حيث يساهم في تعزيز التنمية المستدامة وتحقيق العدالة الاجتماعية والاقتصادية.
تعكس كلمة حنان رحاب الحاجة الماسة إلى تحقيق توازن أكثر بين الجنسين في العالم القروي والجبلي، وتشجيع تمكين المرأة وتمكينها اقتصاديًا واجتماعيًا. يجب أن يكون هناك التزام قوي من قبل الحكومات والمجتمعات والمنظمات لدعم هذه الجهود وتوفير الفرص المناسبة للنساء القرويات والجبليات للمشاركة بشكل كامل في الحياة الاقتصادية والاجتماعية.