وزارة الثقافة – أعلن وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد مهدي بنسعيد، اليوم الخميس، أن الرباط ستحتضن فعاليات المعرض الدولي للنشر والكتاب ابتداء من يوم 5 يونيو المقبل.
وقال بنسعيد، خلال ندوة صحافية عقب اجتماع مجلس الحكومة، إن تغيير مكان تنظيم هذا الحدث الثقافي، الذي جرت العادة أن يقام بمدينة الدار البيضاء، يعزى إلى تحويل فضاء المعرض بالعاصمة الاقتصادية إلى مستشفى ميداني للتكفل بالمصابين بفيروس كورونا.
وأشار الوزير في هذا الصدد، إلى أنه تم في بادئ الأمر اقتراح مدينتي الجديدة والرباط لاستضافة هذا الحدث الثقافي، قبل أن يستقر الرأي على تنظيمه في الرباط التي تم اختيارها هذه السنة عاصمة للثقافة الإفريقية والإسلامية، موضحا أن المعرض سيعود إلى موقعه الاعتيادي بمجرد إخلاء الفضاء الذي تستغله وزارة الصحة.
وأضاف الوزير أنه سيتم خلال الأيام المقبلة إطلاق طلبات العروض الخاصة بمواكبة هذا المعرض، مثمنا دعم مجلس جهة الرباط سلا القنيطرة لهذه التظاهرة الثقافية الدولية.
لم يكن ليمرّ خبر نقل معرض الكتاب من الدار البيضاء إلى الرباط مرور الكرام، إذ استغرب الكثيرون اتخاذ هذا القرار علما أن مدينة بحجم العاصمة الاقتصادية تضم عدة أراضي شاسعة يمكن أن تحتضن معرض الكتاب، بما أن فضاءه تحوّل إلى مستشفى ميداني. وعبّر العديد من النشطاء عن غضبهم، من بينهم من ظنّ أن قرار نقل المعرض هو نهائي وليس مؤقتا كما جاء على لسان الوزير، حيث تخوفوا من أن يؤثر ذلك بشكل كبير على المشهد الثقافي في المدينة.
وقال أحد النشطاء على فيسبوك إنه كان يفضّل لو أعلن الوزير عن تنظيم معرض آخر في الرباط، بدل أن يتم نقل معرض الدار البيضاء إليها، وأضاف “معرض الكتاب هو ليس مجرد حدث ثقافي بسيط، وإنما بات يعدّ من تراث ورأسمال المدينة الرمزي، كما هو حال مهرجان موازين في الرباط”، واعتبر المتحدث أن الدار البيضاء تضم عددا كبيرا من الفضاءات التي يمكنها احتضان المعرض، مشددا على أن ما يحدث في الدار البيضاء عليه أن يبقى فيها.
وعبّر معلّق آخر عن امتعاضه من هذا القرار وقال إن القرار بمثابة تهريب للمعرض من الدار البيضاء إلى الرباط، ما يعني أن أكبر مدينة في المغرب لا تصلح لشيء، وأضاف “أظنهم يريدون القضاء على كازا وتركها تتحوّل فعلا إلى فضاء للجرائم والتجاوزات”.
من جهة أخرى، طالب البعض أن يكون المعرض متنقلا بين المدن المغربية وألا يقتصر تنظيمه في مدينة الدار البيضاء فحسب، وأضافوا أن من حق كل من مدينة أن تحظى بفرصة إقامة معرض الكتاب مرة كل بضع سنوات.