الاتحاد الدولي للصحفيين: المجتمع الدولي خذل غزة في عام من الحرب

الاتحاد الدولي للصحفيين: المجتمع الدولي خذل غزة في عام من الحرب

في ذكرى مرور عام على اندلاع الحرب في غزة، أعرب أنطوني بيلانجي، الأمين العام للاتحاد الدولي للصحفيين، عن استنكاره الشديد لتقاعس المجتمع الدولي وشلل الأمم المتحدة في التعامل مع هذه الأزمة الإنسانية المتفاقمة. في عمود نُشر في عدة وسائل إعلام دولية مثل صحيفة “لومانيتي” الفرنسية و”لو كورييه” السويسرية، انتقد بيلانجي الفشل المتواصل للمجتمع الدولي في إيقاف المذبحة التي تعصف بفلسطين منذ 7 أكتوبر 2023.

منذ بداية النزاع، تم توثيق مقتل 138 صحفياً، 127 منهم فلسطينيون، في أكبر خسارة في تاريخ الصحافة. هذا الرقم يتجاوز بمراحل الخسائر التي تعرض لها الصحفيون في نزاعات أخرى، مثل النزاع بين روسيا وأوكرانيا الذي أسفر عن مقتل 18 صحفياً فقط خلال 32 شهراً. وأظهرت تحقيقات الاتحاد بالتعاون مع نقابة الصحفيين الفلسطينيين أن الجيش الإسرائيلي استهدف العديد من الصحفيين بشكل متعمد، في انتهاك واضح للقانون الدولي.

رغم نداءات الاتحاد الدولي للصحفيين المتكررة للأمم المتحدة لوقف إطلاق النار وإجلاء المدنيين من قطاع غزة وتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة، باءت كل الجهود بالفشل. تفاقمت الأوضاع مع استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية، المدعومة بشكل كبير من الولايات المتحدة وألمانيا، فيما أظهرت التحقيقات الدولية أن هذه الهجمات العشوائية على الإرهاب ليست فعّالة وتؤدي فقط إلى تعميق التطرف وإذكاء مشاعر الكراهية.

كما أشار الاتحاد إلى ضرورة التحقق الدقيق من الأخبار وسط انتشار المعلومات المضللة، بعد الهجوم الذي شنته حركة حماس في جنوب إسرائيل في أكتوبر 2023 وأسفر عن مقتل أكثر من 1200 شخص. وتسببت هذه الأحداث في رقابة ذاتية في بعض وسائل الإعلام التي جردت الفلسطينيين من إنسانيتهم في تقاريرها، بينما لجأ الصحفيون في غزة إلى وسائل التواصل الاجتماعي لإيصال صوتهم وسط نقص المعدات والمخاطر الميدانية.

في ظل هذه الأوضاع المأساوية، استجاب الاتحاد الدولي للصحفيين بالتعاون مع نقابة الصحفيين الفلسطينيين بإنشاء مراكز تضامن لدعم الصحفيين الفلسطينيين في قطاع غزة، رغم محدودية الموارد. ومع اقتراب الذكرى الأولى للحرب، أصبح من الواضح أن المجتمع الدولي قد أخفق في تحمل مسؤولياته، فيما يتطلب الوضع خطوات حاسمة لضمان محاسبة جميع الأطراف المتورطة في ارتكاب جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.

أحد الصحفيين الفلسطينيين في غزة عبر عن اليأس السائد قائلاً: “لقد فقدنا الكثير ولم يعد لدينا ما نخسره، حتى حياتنا. إذا كان هناك جحيم، فنحن نعيشه الآن”.

النهار24 – حميد الكمالي- تابعوا جديد أخبار النهار24 على : GOOGLE NEWS

اشتركو في قناتنا على الواتساب