قصة الأضاحي: بين الدين والاقتصاد في حياة الأسر المغربية
في أجواء استعدادات عيد الأضحى، تتزايد الاهتمامات والتحضيرات في بيوت المغاربة لتأدية شعيرة الذبح، وهي التقليد الديني الذي يمتزج بالعناية بالميزانية الأسرية. يُكشف عدد 30 من “مختصرات المندوبية السامية للتخطيط” عن أرقام تفصيلية تعكس أهمية هذه الشعيرة وأثرها على الحياة الاقتصادية للأسر.
في رسالتها الموجهة تحت عنوان “نفقات وممارسة شعائر عيد الأضحى”، تكشف المندوبية عن تفاصيل مثيرة حول عادات الاستهلاك والتكاليف المترتبة عن الاحتفال بعيد الأضحى في المجتمع المغربي. ومن أبرز ما يبينه البلاغ هو أن كمية اللحوم المستهلكة خلال هذا العيد تشكل جزءاً كبيراً من استهلاك الأسر للحوم الحمراء في السنة.
توضح المذكرة أيضاً أن هذه النسبة لا تختلف كثيراً بين الوسط الحضري والقروي، وتظل مستقرة حتى بين الأسر ذات الدخل المحدود وتلك ذات الدخل العالي. كما تتناول المذكرة متوسط الاستهلاك السنوي للحوم لدى الأسر المغربية، والذي يشمل كلاً من الحوم الحمراء والبيضاء، لتكشف عن حقيقة الأوضاع الاقتصادية للأسر.
ومن جانبه، ترى المندوبية أن أضحية عيد الأضحى تشكل نسبة معتبرة من النفقات السنوية للأسر المخصصة لاستهلاك اللحوم، وهو ما يؤكد على أهمية هذه الشعيرة الدينية والاجتماعية في حياة الأسر المغربية. تظهر الأرقام أن هذه النسبة تزداد بشكل ملحوظ بين الأسر ذات الدخل المحدود، مما يجعلها تحدياً اقتصادياً يواجهه العديد من الأسر في هذا الوقت.
ومع بحث الوطني حول مستوى معيشة الأسر لعام 2022، يتضح أن ممارسة شعيرة عيد الأضحى تظل سائدة في المجتمع المغربي بشكل عام. وعلى الرغم من ارتفاع نسبة الأسر التي لا تمارس هذه الشعيرة، إلا أن الأغلبية الساحقة لا تزال تلتزم بهذا العمل الديني الجماعي، والذي يجسد الترابط والتلاحم بين أفراد المجتمع.
بهذه الأرقام والحقائق، يتبين أن عيد الأضحى ليس مجرد حدث ديني فقط، بل هو تجربة اجتماعية واقتصادية تعكس تفاصيل حياة الأسر المغربية في هذا الوقت من السنة.
النهار24 – حميد الكمالي– تابعوا جديد أخبار النهار24 على : GOOGLE NEWS