لا شك في أن سفيان أمرابط هو أحد أفضل لاعبي خط الوسط، في مونديال قطر 2022، إذ أنه لم يتوقف عن إثارة إعجاب المراقبين بعد أدائه الاستثنائي مع أسود الأطلس.
فقد أثار القلب النابض للمنتخب الوطني، الإعجاب وهو يؤدي مهام محور الوسط والربط بين الدفاع و خط الهجوم، بفنياته وأسلوبه في اللعب وتدخلاته الحاسمة التي أوقفت فرقا عالمية كبرى، مثل كرواتيا وبلجيكا وإسبانيا والبرتغال.
ولم يتمكن لا مودريتش و لا دي بروين أو غافي أو حتى برناردو سيلفا من اختراق حصن الدفاع المغربي، الذي يقوده أحد أبرز اكتشافات المونديال القطري، والذي يواصل التألق في الدوحة.
سفيان الشقيق الأصغر لنور الدين، الذي يلعب حاليا مع فريق فيورنتينا في إيطاليا، هو من مواليد مدينة هوزين بهولندا، و قد تلقى تكوينه في إف سي أوتريخت، الذي صنف معه كأفضل موهبة في النادي، حيث انضم بعدها لنادي فينورد روتردام سنة 2017 وفاز معه بكأس السوبر وكأس هولندا في 2018.
ولفت أداؤه الرائع مع فينورد انتباه مسؤولي كلوب بروج في بلجيكا، الذين فاز معهم بالدوري عام 2020.
واختار لاعب خط الوسط الشاب ذو 26 عاما، والذي لعب مع منتخبات هولندا الشابة، بقلبه أسود الأطلس على حساب هذه الأخيرة.
وظهر لأول مرة بألوان المنتخب الوطني في 28 مارس 2017 خلال المباراة الودية بين المغرب وتونس (1-0) و منذ ذلك الحين، لعب حوالي أربعين مباراة، من بينها مباريات كأس العالم 2018، وكأس إفريقيا 2021، وكأس العالم 2022.
وي ظهر أداؤه المتميز في المونديال، ورغبته الجامحة في الفوز، واستعداده الدائم ليكون رهن إشارة مدربه و وبلده، رغم الإصابات والألم، مدى تفانيه وحبه للوطن. و قد أثار أداؤه الرائع إعجاب العديد من الأندية الأوروبية الكبرى التي تسعى لضمه بعد المونديال، ومنها على الخصوص ليفربول وتوتنهام وباريس سان جيرمان.
وبفضل قوته وسخائه على أرضية الملعب، حظي بمزيد من الإشادة والتنويه من قبل كبار خبراء كرة القدم، على غرار المدرب الإيطالي فابيو كابيلو، الذي وصفه بـ “غاتوزو الجديد”، لاعب خط الوسط السابق في ميلان والمنتخب الإيطالي.
وتابع كابيلو بعد تأهل المنتخب المغربي لربع نهائي المونديال أنه “إذا كان علي أن أشير إلى لاعب آخر، إلى جانب زياش وحكيمي المعروفين، فإنني سأشير إلى أمرابط، لإنه ضروري للتوازن العام وهو عداء رائع”، مضيفا قوله “عل مت أنه قطع أكثر من أربعة عشر كيلومتر ا في المباراة ضد إسبانيا، أنا أعتبره غاتوزو المغرب.”
وإذا كانت شباك أسود الأطلس قد استقبلت هدفا وحيدا فقط، ضد المرمى (أمام كندا)، قبل الوصول إلى نصف النهائي، فإن الفضل في ذلك يرجع بشكل كبير إلى عبقرية وإتقان هذا اللاعب الذي لا يعرف الكلل، والذي يمثل الحصن المنيع أمام المدافعين المغاربة و ينفذ بكل انضباط المخطط التكتيكي لوليد الركراكي.
ومن المؤكد أن أمرابط ورفاقه تنتظرهم مباراتان في الدوحة، لصنع التاريخ. وبصرف النظر عن النتيجة، فإن زئير أسود الأطلس يخيف أي خصم ويمنح الثقة والأمان للجمهور المغربي.