إحياء التراث: الألعاب التقليدية في قلب المشهد الرياضي
في إطار الجهود الرامية إلى إحياء وتثمين التراث اللامادي المغربي، شهدت دورة تكوينية نظمتها الجامعة الملكية المغربية للرياضة للجميع نهاية الأسبوع الماضي بالمهدية، نقاشاً معمقاً حول ضرورة إحياء الألعاب التقليدية الشعبية وتحديثها. الدورة استهدفت 53 من المنسقين والمنشطين الرياضيين، بينهم 19 امرأة، لتعزيز فهمهم وإلمامهم بهذا الموروث الثقافي الهام.
وأكد الخبير الرياضي الدولي محمد عزيز داودة، على أهمية الحفاظ على هذه الألعاب وتحديثها، مشيراً إلى أن العديد من الرياضات الأولمبية اليوم كانت في الأصل ألعاباً شعبية. ودعا داودة إلى تشكيل لجنة تقنية تضم خبراء في التراث وأساتذة التربية البدنية لإحياء هذه الألعاب مع الاحتفاظ بقوانينها التقليدية، وتنظيم مهرجانات وبطولات وطنية لإعادة الحياة إليها.
من جانبه، شدد لحسن أيوب، رئيس جمعية نادي باب الصحراء للألعاب والرياضات الشعبية التقليدية، على دور الجامعة الملكية المغربية في الاهتمام بالألعاب الشعبية، وتنظيمها ضمن القوافل الرياضية والأيام الرياضية في مختلف جهات المملكة، بما في ذلك المؤسسات السجنية والألعاب الشاطئية.
وفي سياق متصل، أشار الكاتب والباحث في التراث الشعبي محمد بودشيش إلى تراجع انتشار الألعاب التقليدية نتيجة التطورات التكنولوجية والاجتماعية، مؤكداً أن معظمها قد انقرض ولم يعد يظهر منها إلا القليل. بودشيش، الذي وثق 47 لعبة شعبية في كتابه “ألعاب شعبية مغربية من الريف”، أكد على أهمية حماية هذا التراث وتدوينه لضمان استمراريته.
الدورة التكوينية اختتمت بالتأكيد على ضرورة مواجهة التحديات التي تواجه التراث الشعبي في ظل “الغزو الإلكتروني”، والدعوة إلى إعادة إحياء الألعاب الشعبية كجزء من الهوية الثقافية المغربية، من خلال برامج التوعية والتنظيم المستمر للفعاليات الرياضية التقليدية.
النهار24 – حميد الكمالي- تابعوا جديد أخبار النهار24 على : GOOGLE NEWS