Alnahar 24 النهار جريدة إلكترونية مغربية
في حضرة الطب والابتكار: المغرب يبهر العالم من جديد بمعرضه الطبي لعام 2025
أسدل الستار يوم 18 ماي 2025 على النسخة التاسعة من المعرض الطبي المغربي، وقد علت في الأفق رايات النجاح، وتردد في أروقة الطب صوت المغرب الذي يأبى إلا أن يكون رائدا.
منذ فجر يوم 15 ماي، امتلأت القاعات بأصوات العلماء، وخطى الأطباء، وهمسات الأجهزة الطبية الحديثة. أربعة أيام مضيئة، لم تكن مجرد حدث عابر، بل ملحمة فكرية وعلمية، تجلت فيها عبقرية التنظيم، وحنكة التسيير، وطموح أمة تنشد صحة متينة ومستدامة، لا لذاتها فقط، بل لقارتها بأسرها.
أرقام تتحدث بلغة النجاح
قرابة 10000 مهني ومهتم عبروا بوابات المعرض، فيما شهدت فضاءاته 120 متحدثا من 15 دولة، و130 جهة عارضة، بينها 30 تمثل دولا من أربع قارات. هكذا نسجت خيوط اللقاء بين قلوب تنبض بالعلم، وأذهان تتوق إلى التجديد.
وحين اعتلى الدكتور مولاي سعيد عفيف، رئيس الجمعية المغربية لعلوم الصحة، منصة الحديث، لم يخف اعتزازه، فقد قالها بملء الفخر: “لقد شرفنا المعرض برعاية ملكية سامية، تجسد الاهتمام العميق الذي يوليه جلالة الملك محمد السادس حفظه الله لقطاع الصحة”. ثم أردف بصوت يعرف مرارة التجارب وحلاوة الإنجاز: “من جائحة هزت العالم، إلى زلزال لم يرحم الحوز، وقف المغرب شامخا بفضل إرادة رجاله ونسائه من أبناء الصحة”.
صوت إفريقيا في الدار البيضاء
ليس المعرض مجرد أروقة وزوايا؛ بل كان منبرا للقارة السمراء. جمهورية الكونغو الديمقراطية، ضيف الشرف، جاءت حاملة آمالا وأحلاما، وفتحت نوافذ التعاون جنوب جنوب، فيما جاءت دول من آسيا وأوروبا وأمريكا تراقب وتشارك وتنبهر.
أما اليوم الوطني التاسع للهندسة الطبية الحيوية، فلم يكن يوما عابرا في الروزنامة؛ بل ملتقى عقول ناقشت إدارة المعدات، التحول الرقمي، والذكاء الاصطناعي. بل إن البروفيسور هشام المدرومي قاد مؤتمرا دوليا غير مسبوق حول الصحة الرقمية، جذب إليه كفاءات وخبراء، ليناقشوا مستقبل الطب في زمن الذكاء الاصطناعي والبلوك تشين والأمن السيبراني.
حين يصبح الطب دبلوماسية
الافتتاح كان حدثا في حد ذاته: مستشار جلالة الملك، وزير الصحة، رؤساء جامعات، عمداء كليات، ومديرو مستشفيات مرموقة. كلماتهم رسمت صورة لمغرب جديد، يعرف وجهته، ويمضي بثقة نحو التميز. في هذا السياق، قال عماد بنجلون، المدير العام لشركة “أتوليي فيتا”، إن نسخة 2025 تجاوزت كل التوقعات، وكانت “ديناميكية غير مسبوقة”، و”جسرا متينا نحو نسخة أعظم في 2026”.
فقد تم توقيع ثلاث اتفاقيات كبرى منذ الجلسة الافتتاحية، دشنت بها شراكات ستثمر بحثا وابتكارا وتدريبا، كما رسمت ملامح جيل جديد من الأطباء والمهندسين، ينتظر منهم أن يحققوا العدالة الصحية من طنجة إلى الكويرة.
آفاق لا تحدها جدران المعارض
وفي ختام هذه الملحمة العلمية، لم يكن الحديث عن الماضي فحسب، بل عن الغد أيضا. نسخة 2026 تعد بأن تكون أكثر رحابة، عمقا، وابتكارا، لترسخ المعرض الطبي المغربي كأحد أعمدة المعارض الصحية الدولية، إلى جانب دوسلدورف ودبي.
هكذا، غادرت القاعات أنفاس الحاضرين، لكن بقي صدى ما رأوه وسمعوه يتردد في أذهانهم. بقيت الدار البيضاء شاهدة على أن المغرب، حين يضع الصحة ضمن أولوياته، فهو لا يخطو فقط نحو المستقبل، بل يصنعه.
النهار24 – حميد الكمالي – تابعوا جديد أخبار النهار24 على : GOOGLE NEWS
