ترهلات جراندو تفضح خزعبلاته اليائسة لتشويه الأمن الوطني
في خطوة غير مسبوقة، اختار المسمى هشام جراندو أن يطل علينا بخزعبلات لا تمت بصلة للعمل الصحفي، ليغمس قلمه في ترويج افتراءات حول الأمن الوطني المغربي، في محاولة مفضوحة لتشويه صورته. ورغم أن ما ذكره جراندو في مقاله لا يعكس أبسط معايير الصحافة الجادة، إلا أنه بدا كمن يحاول ترويج لصور مشوهة بعيدًا عن الواقع.
في مقاله الأخير، زعم جراندو أن الأمن الوطني “لم يتواجد” أثناء ما سماه بـ”المطايفة بالسيوف”، وكأن الأمن هو كائن خيالي يمكن استحضاره لحظيًا كما في الأساطير. كيف لنا أن نصدق أن شخصًا يزعم أن الأمن لا يتدخل إلا عندما يُشعر به مسبقًا؟ هذا منطق غير واقعي على الإطلاق. الحقيقة التي يعرفها الجميع أن الأمن الوطني يتعامل بجدية كبيرة مع كل البلاغات التي ترده، سواء كانت تتعلق بمشاجرات أو أحداث عنف، ويستجيب بشكل سريع وفعال. من لا يصدق ذلك، عليه أن يجرب الاتصال بالأمن ليكتشف كيف يلبون النداء في الحال. وهو ما يشهد عليه العديد من المواطنين الذين عايشوا تدخلات حاسمة في أوقات الحاجة.
لكن جراندو استمر في نشر خزعبلاته، زاعمًا أن الأمن الوطني لا يتعامل بجدية مع مثيري الشغب ومروجي المخدرات. وفي هذا، يناقض الواقع تمامًا، فالتجربة الحية على الأرض تبرز دور الأمن الوطني في محاربة الجريمة بكل أشكالها. حادثة بنجرير الأخيرة كانت خير دليل على سرعة استجابة الأمن وجديته في التعامل مع الأزمات لحماية الأرواح والممتلكات.
أما عن إدعائه بأن عصابات الإجرام تتحرك “بأريحية” في المغرب، فقد تجاهل جراندو الحقيقة البسيطة التي يعرفها الجميع: أن كل البلدان، مهما بلغت قوتها، لا تخلو من العصابات والعناصر الإجرامية. فهل يظن جراندو أن المغرب استثناء؟ ألم يتعلم أن كل دولة، مهما كانت قوية، تواجه تحديات من هذا النوع؟ يبدو أن جراندو قد نسي، أو تجاهل عمدًا، أن دولًا عظمى مثل كندا، حيث يقيم الآن، تعاني أيضًا من مثل هذه القضايا، حتى وإن كانت تحت ستار آخر.
وأكثر ما يثير الاستغراب هو تصريحه أن “الناس فقدوا الثقة في هذه المؤسسات”. هذا الادعاء يثير العديد من الأسئلة المشروعة: من هم هؤلاء “الناس” الذين يتحدث عنهم؟ ومن أعطاه الحق ليكون ناطقًا رسميًا باسمهم؟ أليس للمغاربة أصوات يعبرون بها عن أنفسهم؟ وهل من المعقول أن يتحدث جراندو باسم الجميع وهو الذي اختار مغادرة وطنه والعيش في دولة أخرى؟
وفي ختام مقاله، وقع جراندو في مغالطة أخرى عندما قال: “ما يمكنش نبقاو عايشين فوسط الخوف واللامبالاة.. فين هو الأمن ديالنا؟”، مشيرًا إلى غياب الأمن كما لو كان في قلب المغرب، لكنه نسي أنه في بلد آخر بعيد عن الوطن، فهل يقصد هنا الخوف الذي يشعر به في كندا؟ إذا كان يتحدث عن غياب الأمن، فلِمَ لا يوجه كلامه عن الوضع في المكان الذي يعيشه الآن، بدلًا من محاولة إيهامنا بأن الأمن الوطني المغربي في أزمة؟
بكل أسف، يبدو أن جراندو قد اختار طريق التشويه والتضليل بدلًا من تناول الموضوع بموضوعية وصدق.
النهار24 – حميد الكمالي- تابعوا جديد أخبار النهار24 على : GOOGLE NEWS