المختار لغزيوي : مجلس… للصحافة!
يشغل بعضنا باله هاته الأيام بالتفكير الكثير في الوصول إلى المجلس الوطني للصحافة، وينشغل الجسم المهني في التفكير في كيفية الخروج من المأزق الذي نحياه في صحافتنا الوطنية.
تبدو الهوة حقا كبيرة – حين تطلع عن قرب على الواقع الإعلامي المغربي – بين الانشغال بمنصب عابر وبين الهوس اليومي بالبحث عن حلول حقيقية للقطاع، تكفينا شر التسول (الذي تعوده بعضنا حد إدمانه)، وتتيح لنا الحلم بتطوير هذا المنتوج الصحافي المقدم للمتلقي (قارئا ومستمعا ومشاهدا)، لأن واقع الحال يقول لنا بأن هذا المنتوج لم يعد مغريا لناسنا الدين أعرضوا عنه بشكل جماعي لايقبل أي نقاش.
وحقيقة، وجب علينا طرح السؤال بشكل هادئ : هل كل مايحتاجه المشهد الإعلامي المغربي اليوم هو تنظيم انتخابات المجلس الوطني للصحافة؟
إسأل أي صحافية وأي صحافي مغربي، وسيأتيك الجواب واضحا: نحتاج قبل الانتخابات أو عوضها لخارطة طريق حقيقية، لاتكتفي بتشخيص الوضعية والوقوف عند المشاكل، لأن هذا الأمر قام به الكل منذ مناظرة التسعينيات الشهيرة، بل تمر إلى تقديم الإجابات الفعلية لكل أسئلة ميداننا، تقترح قانون استثمار في المجال يكون واضحا يعفينا من مهانة مد اليد تحت مسمى الدعم أو المساعدة، تفتح أوراش التطوير الضرورية للحرفة التي تقف قرب الباب المسدود تماما، تقطع مع حالة الفوضى التي تجعل مسمى “المقاولة الإعلامية” لايعني شيئا، تعيد للكائن الصحافي حرمة وكرامة افتقدهما بفعل أخطاء عديد السنوات الفارطة التي تورط فيها من كانت لهم يد في تسيير هذا الميدان، تنقل ميداننا الإعلامي من حدوده الضيقة التي يتضح اليوم أنها لن تساعده على تطور إلى رحابة أكبر سواء في عالمنا العربي أو في أوربا أو أمريكا، تتحدث مع الجيل الجديد من المغاربة الهارب إلى مواقع التواصل والنافر من كل تقليديينا بلغة هذا العصر وبوسائل هذا العصر وبتقنيات هذا العصر.
باختصار خارطة طريق تصلح ماأفسد العطارون المتعددون الذين تكالبوا على “صاحبة الجلالة” (الصحافة) في هذا البلد السعيد على امتداد سنوات وسنوات إلى أن أوصلوها إلى ماهي فيه الآن.
العقل السليم الذي يقال إنه يوجد في الجسم السليم يقول إن هذه هي الحاجة الأولى للقطاع.
الانتخابات أمر مقدور عليه في كل دقيقة، وفي كل حين.
يلزمها صندوق فقط، وأوراق اقتراع وحشد للأتباع بالصادق من الوعود والكاذب منها، و “سير عالله وصافي”
تماما مثلما تفعل بعض الأحزاب أيها السادة، تماما مثلما تفعل بعض الأحزاب.
النهار24 – الأحداث المغربية