زين مهرجان مغاربة العالم الذي نظم أخيرا بمقاطعة سيدي بليوط بالدار البيضاء، بمعرض في الفن التشكيلي للفنانة العالمية بهيجة عبد العالي الشرقاوي بإبداعات من لوحات فنية تجريدية دات لمسات متميزة دات طابع خاص من تمازج في الألوان واختلاف العناوين والمواضيع، وعرف المعرض توافد عدد كبير من الفنانين و المهتمين بالفن التشكيلي و المشاركين في فعاليات المهرجان المنضم من طرف الفدرالية المغربية للمجتمع المدني ومنتدى الفنون والثقافات بدعم من مقاطعة سيدي بليوط و وزارة الشباب والثقافة والتواصل من أجل تسليط الضوء على المغاربة المقيمين بالخارج.
ضمن المسارات الاختلافية داخل خرائطية الابداع التشكيلي المعاصر بالمغرب ، تطالعنا تجربة الفنانة المبدعة بهيجة عبد العالي الشرقاوي ، والتي تعتبر من الحساسية الجديدة على مستوى التشكيل الفني الحداثي بكل مغامراته الصباغية . ، فقد روضت هذه الفنانة العصامية الموهوبة الألوان بسلاسة، وحولتها إلى بنيات حركية وأشكال تجريدية، موظفة التقنية المختلطة على مستوى المعالجة الصباغية معالجة تزاوج بين تلقائية الإنجاز وصرامة الإعداد.
الفنانة التشكيلية بهيجة عبد العالي فنانة متعددة في طرائقها الفنية ، حيث تشتغل وفق مشروع جمالي متناهي في الدقة والوصف ، و تعتبر من الفنانات التي تدافع عن المرأة كوجود قوي وحاضر في المجتمع ، والأبعد أن المرأة حاضرة في لوحاتها من خلال تجسيد معاناتها سواء تلك المتعلقة بالاضطهاد والقهر والاحتقار ، أو تلك المتعلقة بسمو الذات والرفعة والتحدي ، مؤكدة في ذات الوقت من خلال لوحاتها الرائعة بحق أن المرأة هي المجتمع ، هي ذواتنا ومستقبلنا الراقي والحضاري … بهيجة الى جانب حضور المرأة في لوحاتها وفي دواخلها الجمالية … تحمل مشروعا موازيا تدافع عنه بقوة وباستماتة ، ذلك المشروع البيئي التي تستمر في تحقيقه رغما عن أعداء الطبيعة والبيئة السليمة… اضافة الى حضور الفن الروحاني في لوحاتها الجميلة . لقد ظلت الفنانة بهيجة، ترى أمالتها في الذهاب إلى الماضي بروحانياته، مضيفة معنى آخر لا يتنافى على الإطلاق مع الانتماء الديني أو الاجتماعي ولمكوناتها تفسيراً يتحدد ويتضح في ضوئه الموقف و الرؤية الفلسفية ،فلقد سيطر الفن الروحاني على جزء كبير من ابداعات الفنانة بهيجة وعلى ما أنتجه فكرها و أبدعته يدها الماهرة ، التي خدمت طبيعة المجتمع واستجابت لعنصري الزمان و المكان. إن القيمة الإبداعية لأعمالها الجمالية لا تأتي من عدم بل من فيض الذات الجوهرية ، لذلك ذهب الكثير من النقاد والمهتمين بالفن التشكيلي الى أن لوحاتها الفنية تتميز برؤية صوفية لما تحمله هذه الرؤية من مكنون عقائدي و رؤية روحانية للعالم من حولنا هذا العالم الذي قلت فيه الجوانب الروحانية بسبب تراكم الماديات.
تتمثل الفنانة بهيجة عبد العالي وجودها الخاص معتبرة الفن جزءا لا يتجزأ من النسق الثقافي العام ، وذلك في تفاعل تام مع الهوية كمخيلة وجودية وكعلاقة دائرية مع الفكر والثقافة والشعور . كل ما تمثله هذه الفنانة المفرطة في انسانيتها والعميقة في أعمالها الفنية، عبر الرسم هو من صلب ما اختمر في ذاتها وانطبع في عينها ومتخيلها…
النهار24