موثق غارق في بحر الفساد والإهمال يسلم نفسه للعدالة بالدار البيضاء
في قلب حي بوسيجور بالبيضاء، ترتعش أصوات القلق والحيرة بين مرتفقين يجتمعون أمام باب مكتب التوثيق، الذي فتح أبوابه بلا موثق، بل انطفأت آمالهم مع اختفائه. لم يكن الأمر مجرد غياب عادي، بل كانت بداية لحكاية مروعة من الانتهاكات والخيبات.
خلال الأسبوع الماضي، توجه العديد من الأشخاص إلى هذا المكتب، طمعاً في إتمام صفقات بيع أو شراء، لكنهم وجدوا باب الأمل موصدًا في وجههم. لم يكن الموثق موجودًا، ولا حتى العاملين الآخرين. الانتظار لم يكن مجدياً، فلم يأتِ الجواب المنتظر.
بعد أيام من اللجوء إلى الصبر، جاءت الصدمة الكبرى عندما تبيّن لهؤلاء المرتفقين أن الموثق كان قد سُلم نفسه تلقائياً إلى السلطات القضائية. اتّضح أنّه لم يعد قادراً على مواجهة تحديات الحياة المالية، وأنه عاجز عن الوفاء بالتزاماته تجاه زبائنه، وعن تسجيل المعاملات وحفظها كما ينبغي.
بينما يتساقط ضحايا هذا الفضيحة الصامتة، تتدفق شكاوى المرتفقين إلى المحكمة الزجرية، حيث يُحاكم الموثق المتهم بخيانة الأمانة وعدم الالتزام بواجباته المهنية. ومن بين هؤلاء الضحايا، يبرز اسم عقاري معروف بحثه عن عدالة، بعد أن تعذر عليه استرداد مبلغ مالي يفوق الـ300 مليون سنتيم.
ما يجعل هذا الوضع أكثر غرابة هو أن مكتب التوثيق نفسه قد مُراقب سابقًا في إطار مهام النيابة العامة، والتي تهدف إلى التأكد من احترام الموثقين للقوانين والتنظيمات المهنية. لكن، رغم ذلك، بدا الموثق غارقًا في بحر من الفساد والإهمال.
النهار24 – حميد الكمالي– تابعوا جديد أخبار النهار24 على : GOOGLE NEWS