مركز أمل نافذة نحو حياة جديدة للأطفال التوحديين
مركز أمل نافذة نحو حياة جديدة للأطفال التوحديين

مركز أمل: نافذة نحو حياة جديدة للأطفال التوحديين

مركز أمل: نافذة نحو حياة جديدة للأطفال التوحديين

في قلب حي البطحاء بمقاطعة المعاريف بمدينة الدار البيضاء، يبرز مركز “أمل” كمنارة أمل للأطفال المصابين بطيف التوحد وذوي الاحتياجات الخاصة الذهنية. تأسس المركز عام 2010 بمبادرة من جمعية “أمل للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة الذهنية”، وبشراكة مع المديرية الإقليمية للتعليم بأنفا، ليكون أول مركز متخصص من نوعه في المنطقة. وقد شكل هذا الإنجاز خطوة فارقة في مجال الرعاية المتخصصة لهذه الفئة، قبل أن يمتد الأثر الإيجابي للمبادرة بفتح أربعة مراكز إضافية في السنوات الأخيرة بالدار البيضاء.

يقدم مركز “أمل” خدمات متكاملة تستهدف تطوير قدرات الأطفال وتسهيل اندماجهم في المجتمع. وتشمل هذه الخدمات الترويض الحركي، تقويم النطق، التأهيل النفسي الحركي، والتعليم المكيف، مما يساعد الأطفال على تجاوز التحديات اليومية التي تواجههم. ويعد المركز نموذجًا يحتذى به في الجمع بين الجودة والتخصص، حيث يسعى إلى تلبية احتياجات الأطفال بطريقة شاملة تجمع بين الرعاية الطبية، النفسية، والتربوية.

يتميز المركز بوجود فريق تربوي متكامل يضم أخصائيين نفسيين حركيين، وأخصائيي تقويم النطق، ومربين مكونين بشكل احترافي. كما أن العمل لا يقتصر فقط على الأطفال، بل يمتد ليشمل أسرهم، حيث يتم تنظيم دورات تدريبية وتكوينية للآباء والأمهات. وتهدف هذه الدورات إلى تمكين الأسر من فهم التحديات التي تواجه أطفالهم، وتزويدهم بالمهارات اللازمة لدعمهم في حياتهم اليومية.

يعتمد مركز “أمل” على نهج تكاملي يعزز التعاون بين الأطر التربوية وأسر الأطفال. ومن خلال لقاءات دورية وإرشادات موجهة للعائلات، يتم ضمان التنسيق بين البيت والمدرسة، وهو ما يسهم في تحقيق أهداف الإدماج التعليمي والاجتماعي للأطفال. هذا النهج التشاركي يجعل من المركز أكثر من مجرد مكان للرعاية، بل فضاءً لبناء جسور الأمل والتغيير.

لا يمثل مركز “أمل” للأطفال التوحديين مجرد مشروع اجتماعي أو تربوي، بل هو رسالة إنسانية تسعى إلى تغيير النظرة المجتمعية تجاه الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة. من خلال خدماته المتخصصة وشراكته مع الأسر، يقدم المركز نموذجًا ناجحًا للإدماج والتمكين، ويؤكد على أن الاستثمار في هذه الفئة هو استثمار في مستقبل أكثر شمولية وإنسانية. في ظل التحديات التي تواجهها الأسر التي تعتني بأطفال مصابين بطيف التوحد، يظل مركز “أمل” شعلة مضيئة تقدم الدعم، وتزرع الأمل، وتؤسس لمستقبل أفضل لهذه الفئة، ليكون بحق رسالة تغيير نحو غد أكثر إشراقًا.

النهار24 – حميد الكمالي- تابعوا جديد أخبار النهار24 على : GOOGLE NEWS

انضموا إلينا الآن على الواتساب ليصلكم كل جديد فور نشره (1) (1)
انضموا إلينا الآن على الواتساب ليصلكم كل جديد فور نشره 

شاهد أيضاً

ارتفاع أسعار البوطا غاز: الزيادة الثانية تثير القلق مع بداية 2025

ارتفاع أسعار البوطا غاز: الزيادة الثانية تثير القلق مع بداية 2025

ارتفاع أسعار البوطا غاز: الزيادة الثانية تثير القلق مع بداية 2025 مع اقتراب دخول عام …

مرضى مارفان يطالبون الحكومة العلاج المجاني حق مستعجل

مرضى مارفان يطالبون الحكومة: العلاج المجاني حق مستعجل

مرضى مارفان ييطالبون الحكومة: العلاج المجاني حق مستعجل في خطوة إنسانية تهدف إلى تسليط الضوء …

الدار البيضاء أمل تعزز قدرات رعاية الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة

الدار البيضاء: ” جمعية أمل” تعزز قدرات رعاية الأطفال

الدار البيضاء: “أمل” تعزز قدرات رعاية الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في مبادرة مميزة تعكس التزامها …

اترك تعليقاً