صراع الاجيال في ميونخ: باريس سان جيرمان وانتر ميلان يتاهبان لليلة الحسم الاوروبية
بقلم: حميد الكمالي – موفد النهار 24 الى ميونخ (المانيا) – خاص
تحبس جماهير كرة القدم العالمية انفاسها مع اقتراب موعد المباراة الاكثر ترقبا في الموسم الاوروبي، حيث يلتقي باريس سان جيرمان الفرنسي مع انتر ميلان الايطالي غدا السبت على ملعب اليانز ارينا في ميونخ، في نهائي دوري ابطال اوروبا 2025، في مواجهة تجمع بين فلسفتين متناقضتين وجيلين مختلفين.
في مشهد يجسد صراع الاجيال بابهى صوره، يقف على طرفي النقيض فريقان يمثلان مدرستين مختلفتين تماما في عالم كرة القدم. من جهة، يبرز باريس سان جيرمان بمتوسط عمر لا يتجاوز 24 عاما و7 اشهر، بقيادة المدرب الاسباني لويس انريكي الذي اعاد بناء الفريق بعد رحيل نجومه الكبار، معتمدا على المواهب الشابة والاسلوب الهجومي المباشر.
وفي المقابل، يقف انتر ميلان بخبرة لاعبيه البالغ متوسط اعمارهم 30 عاما و4 اشهر، بقيادة المدرب سيموني انزاغي، معتمدا على الصلابة الدفاعية والخبرة التكتيكية التي اكتسبها ثمانية من لاعبيه الذين خاضوا نهائي البطولة قبل عامين.
“نحن امام مواجهة كلاسيكية بين الشباب والخبرة، بين السرعة والحيوية من جهة، والحنكة والذكاء التكتيكي من جهة اخرى. انها معركة بين جيلين وفلسفتين، وهذا ما يجعل هذا النهائي استثنائيا”، هكذا يصف احد المحللين التكتيكيين المواجهة المرتقبة.
يقف المدرب الاسباني لويس انريكي على بعد 90 دقيقة من تحقيق انجاز تاريخي بان يصبح ثاني مدرب في التاريخ – بعد مواطنه بيب غوارديولا – يحقق الثلاثية مع ناديين مختلفين، بعد ان حققها مع برشلونة عام 2015.
وبعد عشر سنوات من ذلك الانجاز، نجح انريكي في اعادة بناء باريس سان جيرمان بعد رحيل نيمار وميسي ومبابي، معتمدا على مشروع كروي مختلف تماما، قائم على المواهب الشابة والعمل الجماعي بدلا من الاعتماد على النجوم.
“لقد تطورنا كثيرا هذا الموسم وتقدم اللاعبون بشكل ملحوظ. اعتقد ان قوة الفريق هي الشيء الاكثر اهمية”، هكذا علق انريكي في المؤتمر الصحفي، مضيفا: “تتعلم شيئا كل يوم بعد سنوات عديدة من الخبرة كمدرب، وانا اتحسن طوال الوقت مع هذه المجموعة”.
في عالم كرة القدم الذي غالبا ما يسلط الضوء على المهاجمين، قد تكون المعركة الحاسمة في نهائي الغد بين حارسي المرمى الاستثنائيين: الايطالي جيانلويجي دوناروما (باريس) والسويسري يان سومر (انتر).
كان دوناروما البالغ من العمر 26 عاما حاسما في مشوار باريس نحو النهائي، خاصة في مباراة الاياب ضد ارسنال في نصف النهائي، حيث تصدى لمحاولات خطيرة من اوديغارد ومارتينيلي وساكا. وبالمثل، قدم سومر (36 عاما) اداء بطوليا في اياب نصف النهائي ضد برشلونة، بتصديات حاسمة حافظت على امال فريقه.
وفي حال وصول المباراة الى ركلات الترجيح، سيكون لدينا مواجهة بين اثنين من افضل حراس العالم في هذه المهارة، حيث يتمتع دوناروما بسجل مذهل في ركلات الترجيح بنسبة نجاح تبلغ 87.5%، بينما يشتهر سومر بقدرته على قراءة توجهات المنفذين، كما فعل عندما تصدى لركلة مبابي في يورو 2020.
يواجه المدربان قرارات صعبة قبل ساعات من المباراة المرتقبة. في معسكر باريس، لا يزال لويس انريكي يفاضل بين برادلي باركولا وديزير دوي لشغل المركز الثالث في خط الهجوم الى جانب ديمبيلي وكفاراتسخيليا.
وقد تالق كلا اللاعبين في نهائي كاس فرنسا الاسبوع الماضي، حيث سجل باركولا هدفين وصنع اخر، بينما قدم دوي تمريرتين حاسمتين. ويميل المراقبون الى ترجيح كفة باركولا للبدء اساسيا نظرا لتالقه الاخير، لكن دوي كان خيارا اساسيا في ذهاب نصف النهائي ضد ارسنال.
اما في معسكر انتر، فالخبر السار هو عودة القائد لاوتارو مارتينيز للتشكيلة الاساسية بعد غيابه منذ مباراة برشلونة في نصف النهائي بسبب اصابة في اوتار الركبة. وكشف مارتينيز انه لم يكن لائقا بالكامل في تلك المباراة، وان انزاغي كان يحميه استعدادا للنهائي.
تشهد مدينة ميونخ الالمانية اجواء احتفالية استثنائية مع توافد عشرات الالاف من مشجعي الفريقين. ومن المتوقع حضور نحو 40 الف مشجع لانتر ميلان، رغم ان النادي حصل رسميا على 18 الف تذكرة فقط من الاتحاد الاوروبي.
وقد اقامت السلطات المحلية “قرية مهرجان الابطال” في وسط المدينة، مع تخصيص مناطق لمشاهدة المباراة في الهواء الطلق للجماهير التي لم تتمكن من الحصول على تذاكر للملعب.
وسيشهد النهائي ايضا عرضا افتتاحيا مميزا تقدمه فرقة الروك العالمية “لينكين بارك”، في حدث فني يليق باهمية المباراة.
رغم العراقة التاريخية للناديين، الا ان هذه المباراة ستكون المواجهة الرسمية الاولى بينهما في تاريخ المسابقات الاوروبية، مما يضيف طابعا خاصا للنهائي.
وكانت المواجهة الوحيدة السابقة بين الفريقين ودية في 1 اغسطس 2023 في طوكيو، وانتهت بفوز انتر 2-1، لكن الكثير تغير في تشكيلة الفريقين منذ ذلك الحين.
وستكون المباراة ايضا مناسبة خاصة للمغربي اشرف حكيمي، ظهير باريس الحالي، الذي لعب سابقا لانتر في موسم 2020-21 وفاز معهم بالدوري قبل ان ينتقل بسبب الازمة المالية للنادي الايطالي.
غدا السبت، سيتوقف العالم لمتابعة المباراة الاكثر اهمية في الموسم الكروي الاوروبي. مباراة تجمع بين فريقين مختلفين في الفلسفة والاسلوب، لكنهما متشابهان في الطموح والرغبة في التتويج باغلى الالقاب الاوروبية.
ستكون “النهار 24” في قلب الحدث، لتنقل لكم كل تفاصيل هذه المواجهة التاريخية لحظة بلحظة، مع تحليلات حصرية وتغطية شاملة تليق بهذا النهائي الاستثنائي.
النهار24 – حميد الكمالي – تابعوا جديد أخبار النهار24 على : GOOGLE NEWS