النهار24
الأخ العزيز الفاضل الناديري:
على امتداد فترة تكاد لتكون طويلة، رأيت فيها رهطا قد خرج عن الكلام بما يقتضي المقام من تبادل الاحترام والتقدير بين أفراد المجموعة وانزلق باللسان السليط ما لا تبيحه الشرائع السماوية ولا القوانين الوضع ولا مما تعارف عليه الناس من وجوب التحلي بفضائل الأخلاق ودماثتها.
ولذلك نأيت بنفسي حتى على متابعة ما يقال، في الوقت الذي كان يفترض فيه وداخل جامعتنا أن نواصل العمل إلى جانب الطبقة العاملة وتنويرها في محطة خرجت منها منتصرة بتضامنها القوي ونضاليتها باستماتة قوية رغم التكالب السياسي ورغم المحاولات البائسة التي استخدمها البعض في شراء الذمم دون خجل.
لقد لعب بعض الاخوان دورا حاسما في الدعاية لمنظمتنا وهيأوا الوسائط والوصلات الشعارات التي تعرف بطبيعة الاتحاد كمنظمة مستقلة وثابتة المواقف وتسعى لتخليص العمال من مظاهر الاستغلال البشع والرقي بتطلعاتهم إلى غد أفضل .
أود أن أسير أن من بين وظائفنا الحيوية كإعلاميين أن تساهم في تعزيز مسارات الثقافة العمالية وتقويتها بالاجتهادات والابداعات وأن نكشف في المقابل عن الثقافات البرجوازية ومدى تبريرها للمظالم الاجتماعية والتعامل معها كقدر نزل من السماء وليست وليدة شروط تاريخية بين المهيمنين على وسائل الإنتاج والخيرات فوق الارض وتحتها وفي الجبال والبحار وبين هؤلاء الذين لا يملكون في هذا الكون سوى قوة العمل يبتاعونها مقابل أجر يومي أو أسبوعي أو شهري وليس لهم ما يكتنزونهم.
إننا جزء لا يتجزأ من هؤلاء وأن مصيرنا مرتبط بمصيرهم، لذا وجب علينا الانخراط ودون تردد في هذا المسار.
إنها مهمة شاقة وأعانكم الله على تحملها وستكون لكم وباقي الإخوة الدعامة والمصاحبة للتغلب على كل الصعوبات الموضوعية.
لا تأبه يا أخي بالذين يوظفون ألسنتهم الانتقاد الأعمى ولا يدركون أو يدركون أنهم يخدمون أجندات غريبة عنا.
ما يجمعنا هو الأمل والاصرار والتضامن والقيم الإنسانية الجميلة وما دون ذلك فليس من مهامنا الانتباه إليه أو الانشغال به.
دمت عصاميا أخي لمهامك النبيلة والكبرى.
مودتي أيها العزيز
فؤاد الجعيدي