ذكرى 16 ماي .. المرصد المغربي لنبد الإرهاب والتطرف يدعو إلى تشكيل جبهة مدنية لمواجهة التطرف
في يوم السادس عشر من مايو، تأتي لنا ذكرى مؤلمة، حيث استيقظنا على صدمة مأساوية تهز الروح في المغرب، بلد التسامح والتعدد والأمل، الذي كان يعتبر معقلاً آمناً بعيداً عن أي تهديد إرهابي، بفضل تاريخه الحضاري وقيمه الدينية المتمثلة في الاعتدال ورفض خطاب الكراهية.
لقد حاولت هذه المأساة تحطيم ثقة المغاربة في قوتهم الفكرية والعقدية، ونشر الخوف والرعب بأيدي غادرة تسعى إلى استغلال الدين لأغراض شنيعة.
منذ تلك اللحظة، أدركنا جميعاً أننا لم نعد في أمان من هجمات الإرهاب الأعمى، وأن الذين راهنوا على الإرهاب كوسيلة لزعزعة المجتمع أخطأوا تقديراً. فالحادث الدموي الغادر جمع المغاربة من جديد، وجمعت جميع الأطياف لمواجهة تداعياته على الصعيدين النفسي والأمني والاجتماعي والمؤسساتي والسياسي.
واليوم، بعد سنوات من تلك الضربة الغادرة والجهود الأمنية المستمرة للحيلولة دون حدوث مأسي مماثلة، نجد أنفسنا نلعب دوراً مركزياً في التصدي للإرهاب والتطرف، وأن مقاربتنا الاستباقية الأمنية قد أصبحت قدوة دولية في مكافحة الإرهاب.
ولكن، ليس هذا كل شيء. فإذا نجحت الأجهزة الأمنية في حماية الوطن وصد المخططات الدموية، فإن مسؤوليتنا كمرصد يطرح سؤالاً هاماً على الفاعلين السياسيين والمدنيين: ما هو دورهم في التصدي للتطرف وتعزيز القيم الإنسانية؟ وهل هم ملتزمون بدعم التربية والتوعية السياسية والاجتماعية بقيم التسامح والتعدد والتعايش ومحاربة خطاب الكراهية؟
لقد حان الوقت لمساءلة الأحزاب السياسية، التي في بعض الأحيان تنشر التعصب وتعمق الفجوات بين الناس بدلاً من بناء الأمل وتعزيز الثقة في المؤسسات. كما يجب مساءلة الجمعيات المدنية عن دورها في التربية والوقاية من التطرف، وتحديداً في إطار رؤية مشتركة.
في المرصد المغربي لنبذ الإرهاب، نعتقد أن استحضار الذكرى المؤلمة هو فرصة لمطالبة الفاعلين بتحمل مسؤولياتهم:
1. دعوة الأحزاب السياسية إلى تبني خطاب يعزز الأمل ويبتعد عن الشعبوية وخطاب الكراهية، والتزامها بالعمل السياسي البناء والتركيز على الحلول بدلاً من الصراع من أجل السلطة.
2. دعوة المجتمع المدني إلى القيام بدوره في التربية والتوعية من التطرف، والمشاركة في جبهة مدنية موحدة.
3. حث جميع مستخدمي وسائل التأثير الرقمية على الترويج للتسامح وتجنب خطاب الكراهية، ونشر رسائل الأمل والتعايش، والمساهمة في تعزيز صورة المغرب كبلد للحوار والتعاون.
4. تقدير خاص لأجهزة الأمن التي تظل الدرع الواقية للمغرب ضد التطرف والإرهاب.
النهار24 – حميد الكمالي تابعوا جديد أخبار النهار24 على : GOOGLE NEWS