Alnahar 24 النهار جريدة إلكترونية مغربية
المعطي منجب يتحول من مؤرخ إلى قارئ الطالع
في أحدث تصريح له، أثار المعطي منجب جدلاً واسعاً بتحوله من مؤرخ وباحث في العلوم الاجتماعية إلى ما يشبه “قارئ الطالع“، وذلك خلال حواره مع صحيفة “عربي 21” التي تتخذ من لندن مقراً لها. في هذا الحوار، قدم منجب توقعات سياسية جريئة، حيث أشار إلى أن المغرب سيشهد “انفراجاً حقوقياً” قريباً، وتوقع إطلاق سراح “المعتقلين السياسيين” في غضون الأشهر الـ 12 المقبلة، معتبراً أن هذا الانفراج سيحدث قبل الدخول السياسي المقبل.
تصريحات منجب، التي انتقلت من تحليل الأحداث التاريخية إلى التكهن بالمستقبل، أثارت استغراباً واسعاً. فبدلاً من تقديم قراءة للتاريخ كما عهده متابعوه، أصبح يتحدث بلغة التنبؤات ويقرأ “طالع” الدولة المغربية، مدعياً علمه بما سيحدث مستقبلاً. اللافت في الأمر أن منجب لم يتمكن حتى من التنبؤ بالعفو الملكي الذي شمله هو شخصياً خلال عيد العرش، مما يجعل تصريحاته تفتقر إلى المصداقية في نظر الكثيرين.
تزامنت هذه التكهنات مع الإعلان عن زيارة مرتقبة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى المغرب قبل نهاية العام، مما أثار تساؤلات حول توقيت هذه التصريحات وما إذا كان لها علاقة بالتحولات السياسية في فرنسا. يُعتقد أن منجب قد استند في توقعاته إلى معطيات غير واقعية، محاولاً إيهام الرأي العام الداخلي والخارجي بأنه على دراية بخبايا ما يجري داخل الدولة المغربية.
لكن الحقيقة الواضحة هي أن الدولة المغربية لم تقدم أي وعود بشأن الإفراج عن المعتقلين السياسيين، ما يجعل توقعات منجب مجرد تخمينات لا تستند إلى أي معطيات حقيقية. بالإضافة إلى ذلك، لم يتورع منجب عن التنبؤ بحدوث “ثورة” في المغرب، مشيراً إلى أنه “إذا لم تتأقلم الملكية مع مجتمع القرن الواحد والعشرين، فقد يشهد المغرب هزات سياسية عنيفة”.
تصريحات منجب، التي بنيت على “مقدمات وهمية”، تظهر انفصاله عن الواقع المغربي الذي يشهد تحولات إيجابية على عدة مستويات، سواء على الصعيد الدبلوماسي أو على مستوى التماسك الداخلي. وبينما يدعي منجب تراجع شعبية النظام، فإن الوقائع تشير إلى عكس ذلك، حيث تتزايد النجاحات الدبلوماسية ويزداد الالتفاف الشعبي حول القيادة المغربية.
في النهاية، يبدو أن منجب يسعى من خلال تصريحاته إلى خلق انتظارات غير واقعية وتشويش على ثقة بعض الجهات السياسية والحقوقية في قدرة الدولة المغربية على حل الملفات العالقة بأسلوب حكيم ومتزن.
النهار24 – حميد الكمالي- تابعوا جديد أخبار النهار24 على : GOOGLE NEWS
