اتفاق تاريخي يعزز المستقبل المشترك بين المغرب وهنغاريا
في خطوة تعكس رؤية طموحة لتوسيع آفاق التعاون الدولي، أعلن المغرب وهنغاريا عن عزمهما تعزيز شراكتهما الاستراتيجية، مستندين إلى تاريخ طويل من العلاقات الثنائية التي تمتد لـ65 عامًا. اللقاء الذي جمع اليوم بالرباط بين وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، ونظيره الهنغاري بيتر سيارتو، لم يكن مجرد اجتماع دبلوماسي تقليدي، بل جسد دينامية جديدة تُمهّد لتعاون غير مسبوق بين البلدين.
البيان المشترك الصادر عقب اللقاء أبرز بوضوح الرغبة المشتركة في الانتقال بالعلاقات الثنائية إلى مستويات أعلى، حيث أشاد الوزيران بالعلاقات التاريخية “الممتازة”، مجددين التأكيد على أهميتها الاستراتيجية. ولم يقتصر اللقاء على استعراض الماضي، بل انصبّ على المستقبل، حيث تم التطرق إلى تعزيز المشاورات السياسية المنتظمة، التي باتت حجر الزاوية في العلاقة بين الرباط وبودابست، خاصة بعد المباحثات رفيعة المستوى بين رئيسي حكومتي البلدين في أبريل الماضي بمراكش.
الزخم الذي أضفته هذه المباحثات تجلّى في انعقاد اللجنة الاقتصادية المشتركة الخامسة في أكتوبر الماضي، والتي كانت بمثابة انطلاقة نحو شراكة اقتصادية واسعة النطاق. القطاعات التي وُضعت على طاولة التعاون لم تكن تقليدية، بل شملت مجالات حيوية مثل الطاقات المتجددة، صناعة السيارات، البحث والابتكار، إلى جانب الثقافة والتعليم والسياحة، ما يعكس رؤية شاملة تستهدف تنمية شاملة ومستدامة.
ما أضفى على اللقاء بعدًا استثنائيًا هو توقيع مذكرة تفاهم في مجال الصحة، لتفتح بابًا جديدًا من التعاون في قطاع حيوي يمس حياة المواطنين بشكل مباشر. ومع تعزيز التعاون في البحث العلمي وبرامج تنقل الطلبة، بات من الواضح أن المغرب وهنغاريا يخطوان نحو شراكة تتجاوز الطموحات الاقتصادية، لتشمل الاستثمار في الإنسان والمعرفة.
بهذه الخطوات الطموحة، يبدو أن الرباط وبودابست تسعيان إلى بناء نموذج جديد للتعاون الدولي، حيث تلتقي المصالح الاستراتيجية مع الطموحات المشتركة، لتشكيل تحالف قد يصبح مثالًا يحتذى به في العلاقات الثنائية على الساحة الدولية.
النهار24 – حميد الكمالي- تابعوا جديد أخبار النهار24 على : GOOGLE NEWS